وقفة نسوية في تعز تطالب بالقصاص من قتلة أفتهان المشهري

اهتزت مدينة تعز بحادثة مروعة، الخميس الماضي، تمثلت في اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين وعضوة تكتل "وهج النسوي" أفتهان المشهري، بعد أن أطلق مسلحون مجهولون وابلاً من الرصاص عليها وهي تستقل سيارتها وسط المدينة، لتفارق الحياة على الفور متأثرة بإصابتها بأكثر من عشرين رصاصة، بحسب ما أكدت المصادر الطبية.

وأثار مقتل المشهري موجة غضب نسائية غير مسبوقة في مدينة تعز، الجمعة، حيث سارعت نساء المدينة إلى تنظيم مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مستشفى الثورة –حيث نُقل جثمانها– وصولاً إلى مقر شرطة تعز، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”. 

ورددت المشاركات هتافات منددة بالجريمة، مطالبات بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، معتبرات أن ما حدث مؤشر خطِر يهدد أمن المدينة الهش أصلاً.

وخلال الوقفة، عبّرت الناشطة المجتمعية مرسيليا العسالي عن استنكارها للجريمة قائلة: "من أمام إدارة الأمن نطالب السلطات الأمنية والقضائية والتنفيذية بسرعة تسليم القاتل، فما جرى ليس مجرد حادثة فردية، بل تهديد مباشر لحياة النساء ونشاطهن في تعز"، مؤكدة أن "غياب الدولة بات واضحاً مع تكرار هذه الانتهاكات".

استهداف مباشر للنساء

ورأت الإعلامية نعائم خالد، أن اغتيال أفتهان المشهري "يمثل ضربة قاسية لعمل النساء في المجال العام"، مشددة على أن استمرار الإفلات من العقاب يشكل خطراً على حياة كل امرأة عاملة أو ناشطة في المدينة. 

وأضافت: "هذه الجريمة تعني أن كل امرأة مهددة لمجرد قيامها بعملها".

ودعت الناشطة داليا محمد النساء إلى اعتصام مفتوح حتى يتم القبض على القتلة، معتبرة أن استهداف المشهري "يعني استهداف السلطة المحلية بكاملها".

واعتبرت أن ما يجري من جرائم في وضح النهار "يفقد النساء شعورهن بالأمان في مدينة قاومت طويلاً في سبيل بناء دولة مدنية".

أفتهان ومكافحة الفساد

عملت أفتهان المشهري منذ تعيينها عام 2023 مديرة لصندوق النظافة في تعز، واشتهرت بتفانيها في خدمة المدينة وسعيها الدؤوب لمكافحة الفساد داخل مؤسساتها. 

ويُنظر إلى اغتيالها كجريمة مزدوجة؛ فهي لم تستهدف شخصاً فقط، بل وجهت رسالة سلبية لكل النساء اللواتي يواصلن العمل في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة.